شباب كووووووووووول
welcome to our site
عزيزى الزائر لن تستطيع رؤية كل اقسام المنتدى حتى تقوم بالتسجيل مع تحيات شباب كوووول
شباب كووووووووووول
welcome to our site
عزيزى الزائر لن تستطيع رؤية كل اقسام المنتدى حتى تقوم بالتسجيل مع تحيات شباب كوووول
شباب كووووووووووول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب كووووووووووول

اول منتدى عربى يتيح الحصول المجانى على كل من الافلام البرامج الاغانى الجديدة والشات الامن فرصة هناك هدايا لاول 100 عضو
 
الرئيسيةhuman miracleأحدث الصورالتسجيلدخول

Now for more contact  I provided my site with

 more than 50 different

 world language including English language to translate the words

witten in the site you can choose your

 country language
and enjoy reading the topics in my site there is a small box
that has the title Google

choose you language choose الانجليزيةand it will betranslated

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» هل تعلم(ثقافة) Do you Know that
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الخميس يوليو 26, 2012 5:56 am

» هل تعلم Do you Know that ???
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الخميس يوليو 26, 2012 5:55 am

» Avast برنامج أفاست مضاد الفيروسات مع الشرح
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin السبت يونيو 02, 2012 8:56 am

» Elizabeth I (1533 - 1603)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:48 pm

» Dwight Eisenhower (1890-1969)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:47 pm

» Albert Einstein (1879-1955)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:46 pm

» Djoser (reigned c. 2630 - c. 2611 BC)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:44 pm

» Charles Darwin (1809 - 1882)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:42 pm

» Leonardo da Vinci (1452 -1519)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:41 pm

» Richard Austen Butler (1902 - 1982)
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeمن طرف Admin الإثنين أبريل 09, 2012 12:40 pm

التبادل الاعلاني
الان حصريا يمكن لجميع الزوار والاعضاء على منتدى شباب كوووول قراءة المواضيع والمشاركات باكثر من مائة لغة عالمية فقد تم اضافة اكثر من لغة لتمكن جميع الزوار من جميع انحاء العالم من فهم المواضيع والمشاركة فى المنتدى لتفعيل الخاصية اضغط على كلمة smartman واختر خاصية (اختر اللغة)ا عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Waterfall240x320.th Uploaded with smartman868
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
اختر اللغةchoose language
أختر لغة المنتدى من هنا

 

 عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


الجنس : ذكر

عدد المساهمات : 591
السٌّمعَة : 0
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : searching

عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Empty
مُساهمةموضوع: عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول   عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول Icon_minitimeالجمعة أبريل 06, 2012 1:09 pm


قاربت عقارب الساعه علي الخامسه عصرا ، نظرا أحمد الي ساعته مرة اخري وتنهد بعمق، فقد مر خمس دقائق منذ اخر مرة نظر فيها الي ساعته ، تمر الدقائق بطيئه جدا ، دقق لوهله في عقرب الثواني ويكاد يقسم في داخله ان العقرب لا يكاد يتحرك ، انها نسبيه اينشاتين العجيبه ، فكيف يمر الوقت به سريعا في اوقات السعاده والسرور مع اسرته وابنائه وهو لا يريده ان يمر بمثل تلك السرعه ، وكيف هو الان يكاد يتوقف وهو في لحظات الترقب والانتظار اللعين ويريده ان يمر بأي شكل .

مازال امامه نحو الساعه علي موعده الهام والمرتقب مع حبيبه قلبه ، رغم انه متزوج ولديه ولدين هم عنده بالدنيا كلها ، الا ان له محبوبه يتقاسم حبها مع مليون رجل اخر ، تلك المحبوبه فارقته من سنوات ست ، ورغم انه زارها عده مرات زيارات خاطفه الا انها كانت زيارات عمل لا تكفيه ولا تروي عطشه واشتياقه لها ، ويكاد حبه له يتقاسم حبه لزوجته وابنائه

نظر لمن حوله في سكون وصمت ، وجدهم في حاله تعامل مع القلق المرعب ، فهم في انتظار مرور عقارب الساعه لتصل الي السادسه مساءا حيث تحين لحظتهم الحاسمه .

جميعهم بلا استثناء يكرهون الانتظار والترقب القاتل ، فيتعامل كل منهم بطريقته الخاصه مع مرور الوقت ببطء ، فأثنان منهم يلعبون الطاوله في هدوء تقطعه ضحكات عاليه من اكتشاف كل منهم غش الاخر وقرصه علي الزهر ، وواحد اخر يكتب خطابا كالعاده ولا يعرف احد لمن يكتب كل هذه الخطابات ومن اين ياتي بتلك الكلمات ، اما هذا الشخص الضخم الجثه سريع الحركه غليظ الصوت فهو هائم في ملكوت الله وعينيه متسلطه علي السماء ولا يعرف احد ماذا يفكر ، اما بقيه الرفاق فهم يلعبون الكره في سعاده .

استمر احمد في تفكيرة العميق ، فاليوم ليس مثل اي يوم اخر في عمرة ، انه يوم مختلف في حياته وحياه مصر كلها ، يكاد لا يصدق ما مر به في الساعات الخمس الماضيه

فقرب العاشرة صباحا استدعاه قائده الي مكتبه ، وهو امر متكرر دائم الحدوث ، وكذلك كان الحوار عاديا

– اخبار سريتك ايه يا احمد ؟

– كله تمام يا فندم ، نفذنا طابور لياقه في الفجر كالعاده ، والرجاله رجعت من ساعه ، وهنطلع طابور ضرب نار بعد شويه زي ما سيادتك عارف

– لا يا وحش ، فيه تغيير في الخطه ، هتتحرك مع رجالتك لمناطق التحميل زي الخطه بتاعتك عشان تنفذ التدريب أسد اللي تدربتوا عليه ، المفراءض تكونوا في منطقه التحميل الساعه 1300 ( الواحده ظهرا)

– تمام يا فندم ……………

لاحظ القائد نظرات تساؤل في عين احمد ، فتساءل عما يقلقه

فرد احمد – غريبه يا فندم احنا لسه عاملين التدريب ده يوم الاربعاء اللي فات والنهارده لسه السبت ، ودي اول مرة نعمله مرتين في اسبوع واحد !!!.

القائد – من امتي يا احمد وانت التدريبات بتضايقك

– لا يا فندم انا بس مستغرب ، فيه حركه غريبه في المعسكر بقالها كام يوم وأومر جديده ، والرجاله بتسأل كل شويه

– وانت بترد علي رجالتك تقول لهم ايه ؟

– بقول لهم الحقيقه يافندم ، اننا في مشروع تدريبي علي مستوي الجيش كله

– طيب ايه اللي قالقك ؟

– يا فندم احنا عمرنا ما كنا مستعدين زي ما احنا مستعدين النهارده ، استكملنا كل اللي ناقص عندنا سؤاء ذخائر او أفراد وكمان الرجاله بقت مشحونه جدا معنويا بفضل زيارات رجال الدين ، والشحن المعنوي علي كل المستويات رفع معنويات الرجال كلهم ، ومش عارف لما ننزل تاني من الشد ده هأقول للرجاله ايه ؟

– تقول لهم انها اوامر ويجب تنفيذها ، ثم استطرد– رجالتك كتبت الاقرارات اللي بعتها لك امبارح؟

– قصد سيادتك اقرارت أستلام المرتبات ؟

– ايوة

– كلها مع رئيس عمليات الكتيبه ، دي برضه حاجه جديده علينا يا فندم

– دلوقت تبدأ تجهزسريتك للتحرك وتعمل لي طابور تمام عشان اتمم علي رجاللتك قبل التحرك ، قدامك ساعه تقريبا ، هتطلعوا بعدها علي مطار إنشاص

ثم اخرج مظروفا بني اللون مغلق بشمع احمر قائلا – الظرف ده تخليه معاك لحد ما تجيلك اوامر بفتحه

أستلم احمد المظروف وقد وقف انتباه – تمام يا فندم – اي اوامر تانيه ؟

أومأ القائد بالنفي بينما توجه احمد للباب منصرفا .

تذكر القائد شيئا فأستدعي احمد مرة اخري

– تضبط ساعتك مع ساعه جامعه القاهرة الساعه 12 بالضبط ورجالتك يضبطوا ساعتهم علي ساعتك

فأومأ احمد ايجابا وادي التحيه لقائده وانصرف تجاه خيام سريته وعقله يعمل في اتجاهات عديده ، وعلي الفور اعطي اوامرة لضباط السريه بالاستعداد للتحرك فورا ، وتحرك الرجال بعقل وجسد مدرب ، فتم تجهيز العتاد والذخائر لتنفيذ التدريب الذي قاموا به عشرات المرات من قبل .

تذكر احمد هذا الحوار وهو يجلس في منطقه صحراويه شمال شرق صعيد مصر قرب ساحل خليج السويس بعده كيلومترات

فقد مر وقت طويل امضاه الرجال في التحرك من معسكر قوات الصاعقه في إنشاص الي المطار حيث استقلوا طائرات النقل الانتينوف نقلتهم الي قاعده بير عريضه الجويه ومنها في عربات نقل لمده ساعتين حتي وصلوا الي وادي مخصص لهم ، وتركتهم العربات وعادت للقاعده الجويه ، نفس التحرك كل مرة ، ونفس المكان لكن الزمن مختلف ، ففي كل تدريب يتقلص الزمن بفعل التدريب ومعالجه الاخطاء .

وأصبح هو ورجاله في وسط الصحراء كالمعتاد في انتظار وصول طائرات الهليكوبتر لنقلهم حيث منطقه تنفيذ التدريب وهي منطقه مشابهه جدا لمنطقه الهدف المخصص لهم وقت الحرب .

فقام فور وصوله بوضع شباك التمويه فوق صناديق الدخائر التي تكفيهم لقتال اربعه ايام ، وصناديق التعيينات من اكل ومياه تكفيهم فترة مماثله ، وهو اجراء وقائي عادي تعود ان يقوم به في كل مرة يصل الي هذا الوادي ، ليعطي رجاله الانطباع بجديه التدريب وكأنهم في موقع قتال فعلي ، وطلب من رجاله التأكد من جاهزيه كل الاسلحه بعد السفر من معسكرهم، وإمعانا في وضع رجاله في جو المعركه ، فقد أمر بنشر نقاط مراقبه قتاليه حول موقعه كأنهم في ارض معاديه .

وبعد مرور ساعه علي وصولهم وبينما هو يجلس فوق احد صناديق الدخائر يقوم ببعض الاعمال الاداريه التي تأخر في القيام بها واصطحبها معه لاستكمالها ، وصلت اليه اشارة كوديه من قائد الكتيبه بفتح المظروف وبينما اصابعه تفتح طرف المظروف سمع تهليل وتكبير من الرجال ، ووجد النقيب طاهر يجري نحوة وهو يهلل

(( عبرنا القناه يا قومندان – الجيش عبر- الحرب قامت اخيرا ))

لم يستطع احمد ان يتمالك نفسه في تلك اللحظه فقز في الهواء مهللا ومكبرا ، وهرع اليه الجنود غير مبالين بفارق الرتبه والتف الجميع حوله مكبرين بينما احتضنه طاهر وتبلل وجهه بدموع طفت من عيني احمد رغما عنه

مرت دقائق من النشوه العارمه قطعها البيان الرابع الذي سمعه الرجال في اجهزه الراديو التي يحملونها واعلن فيه نجاح قواتنا في عبور قناه السويس ورفع علم مصر علي الضفه الشرقيه للقناه .

مرت دقائق النشوة سريعا علي الرجال ، وكان يمكن ان تستمر اكثر لولا ان احمد كبح جماح رجاله وأمر ضباط السريه وضباط الصف بجمع الرجال في طابور تمام السريه .

وعلي الفور وفي قمه الحماس والسعاده أصطف الطابور كما اصطف قبل ذلك مئات المرات ، لكن هذه المره الوجوه بشوشه سعيده ، مقبله علي الحرب والقتال والاهم من ذلك مقبله علي الثأر وهي تطلب الشهاده

فتح احمد المظروف وقرأ ما به من تعليمات واوامر بالقتال وتنفيذ الخطه التي تدرب عليها وقت طويل وتوقيات الاقلاع وجداول الاتصال والكلمات الشفريه التبادليه

فوقف احمد امامهم ناظرا لوجوه مائه وخمسين جندي وضابط في سريته وبكل حماس وفي صوت تردد صداه من صخور جبال الوادي

(( يا رجاله ، الجيش دلوقت بيحارب وبيعمل شغله اللي اتدرب عليه لمده ست سنين ، الجيش دلوقت بياخذ تار مصر ، واحنا عارفين عشان الجيش يعمل شغله كويس ، لازم احنا نعمل شغلنا برضه كويس ، مهمتنا زي ما انتوا عارفينها اننا نعطل الاحتياطي المدرع الاسرائيلي من الدخول للجبهه اطول وقت ممكن في القطاع بتاعنا ، عشان الجيش والمهندسين يقدروا يعملوا الكباري والدبابات تعبر ، كل دبابه هتمر من بين ايدينا معناها موت لجنود المشاه علي القنال وفشل الخطه واحتمال خسارة الحرب اللي انتظرناها ست سنين ))

صمت قليلا وهو ينظر لاعين جنوده المحدقه في تركيز ثم استطرد(( القياده اختارتنا للمهمه دي وهي عارفه ان الصاعقه بس هي اللي تقدر علي الشغل ده ، مفيش حد في الجيش كله يقدر يعمل زينا ويحارب زينا ولما انا اخذت الاوامر بتاعت السريه ، قلت لقائد الكتيبه ، احنا قدها وقدود ………….. صح يا رجاله؟ ))

رد عليه الجميع في صوت واحد (( الله اكبر الله اكبر – صاعقه – صاعقه – صاعقه ))

سرت رعشه في وجدان احمد وهو يستمع لرجاله فصوتهم وهتافهم ليس مثل كل مرة ونبرة صوتهم مختلفه تماما ، انهم رجال يطلبون الموت طلبا ، رجال كثيرون منهم الان من هم في الجنه رغم ان جسدهم وروحهم مازالت بينهم ، فتمالك نفسه سريعا وطلب من ضباطه الاصاغر اعطاءه التمام علي المعدات والعتاد خلال نصف ساعه

الساعه الان الخامسه عصرا ، واحمد ينظر الي ساعته مرة اخري ، باقي ساعه علي وصول طائرات الهليكوبتر الست

التي ستنقل رجال سريته الي داخل اعماق سيناء بعيدا عن كل القوات الصديقه ، وبعيدا عن اي عون او مدد .

جمع احمد قاده فصائله الثلاث ، انهم ثلاث ضباط حديثي الخبرة لكنهم علي درجه عاليه جدا من الشجاعه والاقدام والمهارة في عملهم ، ومنهم من شارك في عمليات خلف خطوط العدو

حضر اليه مدحت وطاهر وعبد المجيد سريعا والتفوا حول قائدهم ، فتناول خريطه في يده وفردها أمامهم قائلا

(( يا رجاله انتوا عارفين ان تشكيل السريه عندنا تشكيل خاص وهدفنا هدف خاص مختلف عن باقي سرايا الصاعقه اللي هيتم ابرارها معانا بعد ساعه ، تشكيلنا فيه زياده عن التشكيلات التانيه رجاله صواريخ الحيه للدفاع الجوي ، ومعانا جماعه قاذف لهب وجماعه صواريخ فهد ))

ركز الضباط الثلاث كل حواسهم في تعليمات قائدهم التي اعادها عليهم مرارا وتكرارا في الاسابيع الماضيه والتي تدربوا عليها ، لكن الان اصبحت الحرب واقعا ويجب التركيز في كل كلمه تقال، واستكمل احمد

((كل فصيله لها طيارتين زي ما اتدربنا قبل كده ومفيش تغيير ، والطيارة الخامسه فيها جماعه قاذف اللهب وصناديق الذخيرة والتعيينات – وانا في الطيارة الاخيرة ، المطلوب سرعه اخلاء الطيارات في اسرع وقت والتحرك لمنطقه التجمع شمال منطقه الوصول بعشره كيلو))

واشار بيده علي الخريطه الي نقطه التجمع مستكملا (( وبعد كده كل فصيله هتتجه لمكان الكمين بتاعها زي ما اتدربنا علي مسافه 23 كيلو من منطقه التجمع )) ثم نظر الي اعين ضباطه (( الضبط والربط علي الجنود مهم جدا وتنفيذ تعليمات الوقايه والامن علي مستوي الفصايل والهدف لازم يتحقق علي مستوي السريه او الجزء اللي يوصل منها )) فنظر الضباط لبعضهم البعض فأستكمل احمد (( من المتوقع وجود خساير في الطيارات ، وممكن اي حد منا ميوصلش )) وضرب علي صندوق الدخيرة بيده (( لكن المهمه لازم تنفذ بأي شكل سواء وصلنا كلنا او بعضنا ، لازم اللي يوصل يحقق الهدف – الدبابه اللي تمر مننا معانها تعريض رؤس الكباري للخطر فاهمين يا وحوش ؟)) فأواما الضباط رأسهم بالايجاب فأستكمل

(( بعد تنفيذ المهمه المباشرة هنتجمع تاني في المنطقه د 212 ، والقوة اللي متقدرش تتجمع ـ تتصرف علي انها قوة مستقله وتشق طريق العوده لوحدها .))

صرف احمد ضباطه وبدأ في المرور وسط جنوده ليتابع الجنود وهي تفحص معداتها مرة اخري ، بينما جلس عدد من الجنود يتحدثون في راحه وحديث الحرب هو الشاغل لهم .

واستمر احمد في المرور علي جنوده لقتل الوقت حيث استأثر كل ضابط بجنوده يتأكد من جاهزيتم واستعدادهم للمعركه ريثما تصل الطائرات الهليكوبتر

فقد خططت القياده للتمويه علي العدو ، بحيث تكون مناطق تحميل الطائرات بعيدا كل البعد عن المناطق السكانيه والمطارات المعروفه حتي لا يتم كشف تحركات قوات الصاعقه ، لذلك فقد اختارت القياده اماكن معينه في الصحراء بعيدا عن العمران وأقرب ما تكون لخطوط الجبهه لكي يتم تحميل قوات الصاعقه بها ، وها هو احمد يجلس منتظرا وصول الطائرات ، لكنه انتظارا وليس مثل اي انتظار اخر ، فالوقت يمرر ببطء يذبحه ، فعقله يجبرة علي التفكير في زوجته وفي ولديه اسيعود اليهم فاقدا ذراع اوساق من شظيه طائشه او فاقدا لما هو اكثر ؟ ام انه لن يعود اليهم ؟ فقد رافق ضباط وجنود كثيرون في دوريات العبور المقاتله من قبل ، ومنهم من لم يعد واستشهد اثناء التنفيذ ومنهم من عاد فاقدا لكثير من الاعضاء ، ايعقل ان يعود كسيحا او ضريرا من تلك العمليه ؟

تنبه احمد الي انه قام بعمليات عديده ضد العدو ، ولم يكن الخوف والقلق يتملكه مثل الان ، فهو ليس خائفا من مواجهه العدو الذي واجهه مرارا وتكرارا من قبل ولمس عن قرب وبالواقع المادي مدي جبن وخساسه الجنود الاسرائيليين ومدي فزعهم وضعفهم عندما يكون القتال رجلا لرجل ، لكنهم يلتمسون قوتهم من القري المحصنه والجدر التي يحاربون من خلفها

وها انا ذا ادخل اليهم في عمق ارضنا المحتله بعيدا كل البعد عن قواتنا بمسافه تصل الي اربعين كيلو مترا علي الاقل ، ويجب علي ان انفذ مهمتي واعود سيرا لخطوط قواتنا مبتعدا عن قوات العدو .

فالرحله بالطائرة اتجاه واحد فقط ذهاب بلا عوده ، وتهكم في داخله من ذلك الاحساس ، فربما تكون العمليه كلها اتجاه واحد

فالقياده لم تضع له مخططا او جدولا معينا للعوده ، فبعد تنفيذ المهمه يترك لكل قائد تقدير الموقف والتصرف طبقا للموقف المواجهه له

لكنه فكًر نفسه بقسم اتخذه علي نفسه يوم نفذ او مهمه له في حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو ، كانت مهمه تصنت واستطلاع بمفرده في عمق العدو ليلا في ديسمبر 67، وقتها اقسم انه لن يتم أسرة وانه يفضل ان يموت شهيدا علي ان يعيش اسيرا .

أستمر في سيرة بين جنوده متابعا بعينه عمل الجنود ولهوهم في سعاده وتساءل في غرابه ، ما هي طبيعه هذا الجندي المصري ، انه ذاهب للحرب والموت ، فكيف يكون سعيدا وليس قلقا مثله ؟ اهو قلق المسئوليه في تنفيذ المهمه والذي يملئ وجدانه كقائد للسريه ولا يحس به الجندي ؟ ان الجندي لديه رفاهيه عدم الاحساس بمسئوليه اتخاذ القرار ، فقرار القائد قد يتسبب في استشهاد هذا ونجاه اخر ، بينما الجندي ينفذ في طاعه بلا تفكير ، فاحس بالارهاق من التفكير ولعن عقرب الثوان في ساعته والذي يكاد يموت من بطء الحركه ، لمح منتصر جندي اللاسلكي يهرول تجاهه فأستبشر به ، واخبرة منتصر ان الطائرات قد اقلعت في طريقها ، وان الوقت المتبقي ربع ساعه فقط علي الوصول ، فتنهد بعمق واردف (( يا فرج الله )) ثم صاح في الجنود بان الوقت المتبقي اصبح خمس عشر دقيقه .

واتجه نحو النقيب طاهر الذي سيكون معه في الطائرة ومعه عدد من افراد فصيلته ومجموعه الصواريخ فهد ، وسأله عن تمام التجهيز ،فرد طاهر بان كل شئ علي ما يرام ، واضاف مبتسما – كالعاده- فتبسم احمد من كلمه طاهر واردف اليه قائلا

(( اعمل حسابك هنفظر في الطيارة )) ففهم طاهر ان يزيد من المعلبات التي مع جنوده لاستثمار الوقت في الطائرة في الافطار ، فهم جميعا مصممون علي الصوم طوال التدريبات ، وحتي بعد علم الجنود بأمر الحرب من الاذاعه ، فقد تعاهد الجميع فيما بينهم علي لقاء العدو وهم صائمون .

عاد احمد الي حيث وضع سلاحه ومعداته ، وتأكد من تمام وجود الدخائر والقنابل اليدويه في مكانها ، فلبس شده القتال وربطها حول جسده بأحكام ووضع الخنجر في جرابه في حزام الوسط وخنجر اخر ذو مقدمه مائله وسن متعرج في الجراب الاخر في ساقه اليمني ، وفي ساقه اليسري ربط جرابا به طبنجه امريكيه الصنع كان قد غنمها من احد العمليات ضد الاسرائيليين في حرب الاستنزاف ، بخلاف الطبنجه الميري التي تزين حزام الوسط ، ثم اعتمر غطاء رأس من الصوف ولبس فوقه خوذه القتال ذات الغطاء القماشي صحراوي اللوان ، وفي النهايه امسك بسلاحه الالي وتأكد من وضع السونكي جيدا علي مقدمته

وتأكد من وجود عده خزائن اضافيه من الذخيرة في جيب الشده ، ووجود البوصله في جيبه ودس المظروف الذي به التعليمات داخل قميصه ، ساعتها أحس بورقه في جيبه لم يكن يعلم مصدرها ، فأخرجها من جيبه فأذا هو خطاب لزوجته كان قد نوي ان يرسله لها في نفس اليوم من المعسكر ، لكنه نسي من غمرة تسارع الاحداث ، وبلا اي شعور او تفكير اعاد الخطاب الي جيبه مرة اخري ، فقد انتهي وقت التفكير والقلق وحان وقت العمل .

ووقت العمل يكون احمد انسانا اخرا غير نفسه ، هكذا قيل له من رفاقه الضباط ومن الجنود ، فقد أشاع احد الجنود انه رأي الشرر يتطاير من عيني احمد اثناء تنفيذ احد العمليات وشاع هذا الخبر في اوساط الكتيبه واطلق عليه الجنود فيما بينهم لقب

( ابو عين حمرا)

2- الابرار جوا

قاربت شمس السادس من اكتوبر من المغيب ، وبينما احمد ينظر لقرص الشمس ، ظهرت الطائرات الاربع قادمه علي ارتفاع منخفض للغايه فأطلق احمد نداء الاستعداد لجنوده ، وعلي الفور تم افراغ منطقه الهبوط ، وبعد ثوان هبطت الطائرات طراز مي 8 ، وعلي الفور بدأ رجال سريه الصاعقه في تحميل الطائرة التي تحمل مخزون الذخيرة والتعيينات من غذاء ومياه بالاضافه الي مجموعه قاذفي اللهب .




تابع احمد تحميل الطائرات بسرعه وهو يقتنص نظرات متكررة الي ساعته ، فكل دقيقه تم حسابها بدقه ويجب ان تكون الطائرات فوق منطقه الابرار في توقيت معين طبقا لخطه القوات الجويه .

وبعد سته دقائق بالضبط اعطي كل ضابط تمام التحميل ، فتوجه احمد الي طائرته والتي صادف ان تكون الطائرة الاخيرة في التشكيل الجوي ، ودخل من الباب الخلفي الكبير ، ووسط ضوضاء محرك الطائرة تلي الشهاده وهو يخطوا داخلها كأخر من يغادر ارض التحميل بعد ان اطمأن علي تحميل جميع الطائرات وان ارض التحميل اصبحت فارغه

استقبله جنوده داخل الطائرة بتهليل وتكبير متكرر يقطعها عبارات تحيا مصر – تحيا مصر ، وارتفعت الطائرة ببطء ومن مكانه استطاع احمد ان يري الارض وهي تبتعد رويدا رويدا عبر الباب الكبير الخلفي للطائرة ، ومع ضجيج صوت المحرك أطفا الطيار الانوار الداخليه واضاء ضوءا احمرا معتما ،وبالكاد يستطيع الجنود الاربع والعشرون وعشرون رؤيه بعضهم البعض

وانطلقت الطائرات تجاه الشرق علي ارتفاع منخفض جدا جدا ، فكان يمكن رؤيه قمم الاشجار القليله تكاد تلمس الطائرة فصاح احد الجنود متهكما (( شكلنا هنموت فطيس يا قومندان ، الراجل ده شكله هيموتنا واحنا مشفناش سينا لسه )) فتبسم احمد من تهكم الجندي ثم امر الجميع بوضع طلاء التمويه علي الوجهه ،

حيث يطلي كل منهم وجهه ويديه باللون الاسود كي لا يتم رؤيتهم في الظلام، وهذا الطلاء مثل طلاء الاحذيه بالضبط وهو لا يعكس اي ضوء ، فيبدو الرجال كأنهم اشباح سوداء في الظلام .

وبعد ثوان اختفت الوجوة خلف هذا الطلاء ، وظلت الاعين فقط هي التي تميز كل منهم عن الاخر ، نظر احمد الي كابينه القياده في مقدمه الطائرة حيث يجلس الطيارين وسط تلك العدادات الكثيرة ، ومن بعدها زجاج المقدمه ظهرت علي مسافه احد الطائرات التي تسبقهم في التشكيل .

لوهله تذكر احمد ابناءه الصغار وفكر ، هل سيعرف اي منهم حقيقه تلك اللحظات والثواني والدقائق البطوليه ؟ هل سيعرف ابناءه قيمه ما قام به لبلده ؟ هل سيعود ليقص عليهم ليفتخروا به ويعلموا ان والدهم حارب ولم يكن جبانا ؟

هاجس غريب مر علي مخيلته وهو يجلس علي مقعده بجوار جنوده ، ونظر مرة اخري تجاه الشمس فأذا بها تغرب ولم يعد ظاهرا منها الا قوسا صغيرا .

فناجاها في عشق ((فيا احلي شمس شرقت علي مصر لا تغربي ، فربما شمس غد لا تكون ببهاءك

فيا شمس السادس من اكتوبر ابقي معنا فقبل غروبك اعدنا لبلدنا الشرف ))

ثم تبسم وتهكم علي نفسه ، فقد تحول الي شاعر وهو الذي يكرة الشعر والشعراء ، فهم في نظرة اشخاص لا يعيشون الا في الاحلام والمدن الفاضله فقط ، فهم يهربون من الواقع بالشعر او يواجهون الواقع بشعر لا يقدم حل، وها هو الان يناجي الشمس مثله مثل الشعراء بالضبط ، فما الذي حدث له بالضبط ؟

خرج من احلامه ومناجاته للشمس علي يد تهز كتفه في هدوء ، انه طاهر يقدم له علبه لحم مفروم محفوط لكي يفطر

ويقول له مبتسما (( بسم الله يا قومندان – احلي فطار في احلي يوم ))

فنظر احمد ليجد ان الجميع في انتظارة لكي يفطروا معه ، فتبسم وتمتم (( اللهم علي اسمك افطرت – بسم الله – يالا يا رجاله افطروا علي بركه الله )) فبدأ الجميع في تناول الطعام ، وبينما الصمت يلف الاجواء نظر احمد تجاه الباب الخلفي فوجد ان الطائرة قد عبرت خليج السويس وانها الان فوق سيناء

ومع بدء حلول الظلام الا ان الافق كان مشتعلا من بعيد ، فمتع احمد وجنوده اعينهم باشتعال الافق ، فالقتال يدور الان فوق سيناء وجنود وضباط الجيشين الثاني والثالث يحاربون لتحرير موطئ قدم من ايدي العدو

وبينما رجاله ينتهون من تناول افطارهم ، اذ بالطيار يصيح في قوة (( فانتوم – فانتوم )) واذ بالطيارة ترتج فجأه بصورة قويه

اطاحت بعدد من الجنود من اماكنهم وطارت علب الاكل المحفوظ في الهواء مختلطه بعدد من صناديق المهمات والذخائر ، وتدحرج عدد منها خارج الطائرة من الباب المفتوح ، تمالك احمد اعصابه وبلهجه امر لا يقبل النقاش أمر الطيار

(( خذ الفانتوم بعيد عن باقي التشكيل )) وبسرعه مال الطيار بالطائرة مبتعد عن بقيه الطائرات ، وترتج الطائرة مره اخري

ويصيح الطيار (( الطيارة مش مجاوبه ، الفانتوم لسه معانا – انا هحاول أنزل في اي حته – استعدوا لهبوط اضطراري ))

مازلت الطائرة تميل بعنف وترتج وطلقات الطائره الفانتوم تمزق بدنها في كل هجوم ، وملئ الدخان الاسود الطائرة من الداخل واصبحت الرؤيه صفر ، وبصوت عال جدا أمر احمد رجاله بالاستعداد لاخلاء الطائرة فور هبوطها، فحمل كل منهم عتاده وذخيرتهم واستعد للخروج

وتصطدم الطائرة بالارض وتميل علي جانبها الايمن ، ويملؤها الدخان الاسود الكثيف ، ويقع الجنود بعضهم فوق بعض

ومن مكانه قرب الباب الخلفي يصيح احمد في رجاله وسط الظلام (( كله برة الطيارة ، اخلوا الطيارة من المعدات بسرعه ))

ووسط صوت النيران وحركه الرجال السريعه ، يسمع احمد صوت الطائرة الفانتوم تقترب ، ونظرا للظلام الذي اصبح يلف المكان ، فقد اكتفي الطيار الاسرائيلي بالمرور فوق حطام الطائرة واستمر في مسارة عائدا لقاعدته بعد ان شاهد النيران مشتعله فيها ،

تنفس احمد الصعداء عندما جمع رجاله بعيدا عن حطام الطائرة ووجد انه لم يستشهد منهم احد و لم يجد بهم اصابات قويه ، ولم يستشهد منهم احد ،فكل اصاباتهم بسيطه تتكرر في التدريبات يوميا ، ومن بعيد جاء صوت الطيار يصيح بجوار الحطام طالبا المساعده ، فهرع احمد اليه ومن خلفه جنوده ، فالطيار يحاول اخراج مساعده الذي غاب عن الوعي ويعاني من اصابات شديده والدماء تنزف منه رأسه بغزارة .

الطائرة مشتعله وهو مليئه بالوقود وانفجارها مؤكد بين لحظه واخري ، فأمر احمد طاهر بأخذ جنوده بعيدا والاحتماء بعيدا عن الطائرة ، ودخل احمد برأسه من بين الزجاج المحطم لكابينه القياده وفك اربطه الطيار المساعد ، وبمساعده الطيار الذي رفض ان يبتعد ، حمل الاثنان الطيار المساعد خارج الطائرة وجريا به بعيدا عن الطائرة ، وقبل ان يبتعدا مسافه كافيه انفجرت الطائرة انفجارا مدويا أطاح بالثلاثه في الهواء نتيجه قوة الانفجار .

هرع طاهر وجنوده الي حيث رقد قائده والطيار ومساعد الطيار بالقرب من نيران الطائرة ، فوجد ان الثلاثه مغشي عليهم ، فأفاق احمد سريعا وكذلك الطيار ، اما الطيار المساعد فلم يفق .

فحمله عدد من الجنود ، وابتعدوا عن مكان الانفجارسريعا ، تمتم احمد وهو مستند علي طاهر ((ابعدنا عن هنا يا طاهر ))

فلم يكن قد استرد كامل وعيه بعد ومازال تأثير تفريغ الهواء من جراء انفجار الطائرة مؤثرا علي اتزانه ووعيه لكنه كان مدركا ان قوات العدو لابد وان تأتي سريعا لتفقد مكان الانفجار والبحث عن اسري .

قادهم طاهر بسرعه الي حافه احد الجبال القريبه وهو يعطي اوامرة للرجال طوال الطريق بتأمين المكان والاستعداد للاشتباك مع العدو في اسرع وقت .

بعد فترة كان الرجال قد ابتعدوا مسافه خمسه كيلو مترات من موقع حطام الطائرة ، وبدأ احمد في استرداد وعيه كاملا ، فأمر طاهر بالابتعاد اكثر من ذلك ، فأستمر الرجال في العدو بمعداتهم بعيدا عن الحطام المشتعل، لكن الطيار بدأ في تعطيل المجموعه نظرا لضعف لياقته البدينه مقارنه برجال الصاعقه الذين تدربوا علي الجري او السير لمسافات طويله جدا ، فهذا الموقف خير نتاج لتدريباتهم الطويله .

مرت ساعه من الركض المستمر تجاه الشرق تاره وتجاه الشمال تاره اخري طبقا لتعاريج الجبال في هذه المنطقه الوعرة جدا حتي وصلوا الي وادي في حضن جبل علي شكل نصف دائرة ، وفي الوادي كانت الصخور مثاليه لاختباء الرجال والراحه لتقييم الموقف .

مرت دقائق علي الرجال في الاختباء وتجهيز موقعهم المؤقت للقتال في حال تم اكتشافهم ، وصل الطيار اخيرا الي المكان منهك القوي فالقي بجسده فوق صخرة وانفاسه تكاد تتقطع ، بينما انهمك الجندي الممرض عبد الباسط في الكشف علي الطيار المساعد.

جلس طاهر بجوار قائده احمد يقدرون الموقف وفي ايديهم خريطه ، لكن المشكله التي تواجههم انهم لا يعرفون اين هم الان

فأستدعي احمد الطيار ، وعندما جاء اليه شكرة بعبارات يقطعها تفطع الانفاس ، فهو مازال يعاني من رحله الجري هذه

فتح احمد الكلام : انا الرائد احمد قائد السريه ،

رد الطيار – نقيب طيار – معتز من الفرقه 119

استكمل احمد – اهلا بك يا معتز معانا في الصاعقه ، فتبسم معتز بأبتسامه قطعها التقاط انفاسه

- دلوقت يا معتز عايزين نعرف احنا فين بالضبط ، او علي الاقل حدد لنا مكان وقوع الطيارة

وناوله احمد خريطه وطلب منه ان يشرح لهم عليها ، فحدق بها معتز قليلا علي ضوء المصباح اليدوي في يد طاهر

فبدأ معتز يحدث نفسه بصوت عال وهو ينظر للخريطه

- احنا طرنا في اتجاه 090 لمده 9 دقايق بسرعه 280 كيلو متر في الساعه وبعدين اتجاه 045 لمده 12 دقيقه بنفس السرعه ، الفانتوم هاجمتنا قبل 3 دقايق من تغيير الاتجاه ل 010 يعني كنا هنا .

وصمت قليلا وهو يحسب بعقله الحسابات الملاحيه اللازمه ، ثم اشار بأصبعه علي مكان محدد مؤكدا مكان تحطم الطائرة .

سأله طاهر اذا كان متأكدا ، فأجاب بأنه متأكد تماما رغم ان تلك الخريطه غير واضحه مثل خريطته الملاحيه التي كانت في الطائرة الا ان العلامات الارضيه كانت واضحه له تماما .

نظر طاهر للخريطه وحدد النقطه التي اشار اليها معتز واستكمل حساباته طبقا لخط سيرهم من لحظه ترك الطائرة

وفق النهايه نظر الي عين احمد في تركيز ، فتساءل احمد عما يخبئ

- يافندم احنا نزلنا غرب منطقه الهبوط المحدده بحوالي 60 كيلو ، ومكاننا دلوقت في وادي الحسنه جنوب جبل يعلق ، واعتقد إن هو ده الجبل اللي احنا تحته – جنوبنا دلوقت بحوالي 15 كيلو الطريق الاوسط اللي جاي من بير الحسنه تجاه بير تمادا مقر قياده المجموعه 252 المدرعه بتاعت الجنرال شارون وهناك برضه مطار بير تمادا ، وشمالنا بعد الجبل مقر قياده العدو الرئيسي في بير جفجافه وقياده المجموعه 162 المدرعه بتاعت الجنرال ادان

في الشرق علي مسافه 50 كيلو تقريبا فيه تقاطع طرق بير الحسنه وهو الهدف بتاعنا الرئيسي .

اطرق احمد يفكر وهو ينظر الي الخريطه التي في يده لتحديد موقعه الجديد ، وعلي ضوء المصباح الخافت بدأ يعيد ترتيب اوراقه ، وساد الصمت الجميع .

الي ان قطعه حضور الجندي عبد الباسط ، معلنا للجميع أستشهاد مساعد الطيار ، فقد نزف الكثير من الدماء ما جعله يصاب بهبوط حاد ادي الي الوفاه .

تمتم احمد بالشهاده ، ظهرت ملامح الحزن علي وجهه معتز وطاهر ، بينما وقف الجندي منتظرا التعليمات ، فأمرة احمد بدفن جثه الطيار بسرعه وبصورة لائقه وطلب من معتز ان يحتفظ بالسلسله المعدنيه الخاصه بزميله .

ظهر الحزن شديدا علي وجه معتز وتأثرة من استشهاد زميله وطفت الدموع واضحه متلئله في عينيه ، الا ان احمد كان حاسما مع معتز

- بص يا معتز ، زميلك مش هيكون اول واحد ولا اخر استشهد ، احنا داخلين في مهمه انتحاريه وعارفين ان كلنا مش راجعين ، ومش مخطط لنا اصلا اننا نرجع ، عايزك تمسك نفسك وتتماسك وتنسي زميلك وتشوف هنعمل ايه

ثم نظر احمد الي طاهر قائلا – شوف حد من الرجاله يكون مع معتز علطول .

فأوما طاهر متجاوبا ، وتسأل – هنعمل ايه طيب دلوقت يا قومندان ، احنا وقعنا وسط فرقتين مدرعتين ومطار والمنطقه دي مليانه يهود ، مش هنقدر نستلقط هدف وسط المعمعه دي ، وبكرة الصبح هتلاقي الطريق الاوسط ده مليان دبابات وعربيات مدرعه بالكوم وفوقهم طيارات هليكوبتر واحنا ظهرنا الجبل والناحيه التانيه من الطريق صحراء مفتوحه

دقق احمد في تحليل طاهر للموقف ، وهو اقرب ما يكون للحقيقه ، لكنه التفت الي معتز المتابع حوارهم

- تفتكر يا معتز الطيارات التانيه وصلت ؟

- اكيد يا احمد ، اللي هاجمتنا طيارة فانتوم واحده وكعادتهم بيضرب الطيارة الاخيرة الاول وبعدين يستفرد بالباقي واحده واحده ، لكن احنا لما سحبانهم ورانا ، تاه هو عن التشكيل الاساسي وكان الليل دخل وصعب انه يرصدهم وكمان لاني حذرتهم

- طب مفيش طريقه نتأكد منها انهم وصلوا ولا لأ ؟

- لا للاسف ، بس انتوا معاكم لاسلكي وممكن تتصل تعرف

- لا – اللاسلكي لو اشتغل دلوقت اليهود هيرصدوا مكاننا علطول خصوصا واحنا بقينا وسط عدد من مراكز القياده والتصنت ، احنا لنا توقيتات محدده نسمع فيها بس التعليمات

فتدخل طاهر – انت بتفكر في ايه يا قومندان ؟

احمد – دي عايزة تفكير يا طاهر ، بس انت دلوقت احصر لي السلاح اللي معانا والتعيينات وخلي الرجاله تريح شويه .

ترك طاهر موقعه متوجها لاحد ضباط الصف لابلاغه بالمطلوب ،والمرور علي جنوده سريعا

انهمك احمد في دراسه الخريطه ، وهو يفكر فالساعه قد جاوزت التاسعه بقليل ، ومن المتوقع نشاط العدو صباحا بعد ان يكون قد استعاد توازنه قليلا ، وسيبدأ في دفع الدوريات لتأمين محاور تقدمه ، لكنه حتي الان فاقد الاتزان والسيطرة ، وربما لم يعلم بوجود قوات صاعقه داخل ارضه حتي الان ، لذلك يمكن لهم العمل هذه الليله بحريه ، لكن لابد له من تجهيز مكان محدد ليكون نقطه انطلاق امنه له ولجنوده ، وتكون امنه لكي يعودوا اليها صباحا ، بعد ان يكتشف العدو تواجدهم ، فعاد يتطلع علي الخريطه وما بها من علامات يعرفها جيدا ويعرف ماذا تعني

عاد اليه طاهر وقطع سيل التفكير ، مبلغا بأن جميع الجنود كاملي التسليح والذخيرة الشخصيه ، وان مجموع تسليح القوة الان

- عدد اربعه قاذف أر بي جي و 20 صاروخ ، بالاضافه الي 12 لغم مضاد للافراد و 12 عبوة متفجرة شديده الانفجار

يضاف اليهم فردين من مجموعه صواريخ فهد ومعهم 4 صواريخ وجهازين للتوجيه وفرد صواريخ مضاده للطائرات ستريلا من مجموعه الحيه ومعه 3 صواريخ اضافيه .

ثم ختم – مجموع الافراد 20 جندي – 2 ضابط صف – 3 ضابط بعد ما انضم لنا النقيب معتز .

وضع احمد رأسه بين يديه قليلا مفكرا ، ثم أصدر لطاهر تعليماته

- تدفع مجموعه من فردين لاستطلاع الطريق الاوسط وفردين فوق الجبل يشوفوا لنا الاخبار حولنا ايه ، وتحدد لهم ساعتين للعوده هنا ، مجموعه استطلاع الطريق دي يقودها ضابط صف يا طاهر

- تمام يا فندم

واسرع طاهر يجمع جنود لديهم خبرة بالاستطلاع ، وبعد دقائق بدأ جنديان يتسلقان الجبل في خفه ومهارة انتزعت اعجاب معتز ، فرغم الظلام الحالك الا ان الرجال كانوا يتسلقون الجبل بكل مهارة وخفه

وبعدهم بثوان بدأ الشاويش الجرجاوي ومعه جندي في رحله سير تجاه الطريق الاوسط وقد تخلصوا من احمالهم الثقيله واحتفظوا بالاسلحه الشخصيه والخريطه والبوصله معهم فقط ليكونوا علي اعلي درجات خفه الحركه والسرعه، وبعد لحظات اختقي الرجال من اعين الجميع وسط الظلام الدامس

مر احمد علي جنوده المتحصنين بالصخور وأطمئن عليهم وتأكد من ان الجميع لديه ما يلزمه ، وبث فيهم بعض كلمات التشجيع ، وان تلك العمليه سيكتبها التاريخ في سجله الجديد لتاريخ الجيش المصري ، وكانت كلماته ترفع روحهم المعنويه التي تناطح السحاب الان بالفعل من لحظه علمهم بنجاح قواتنا في العبور ورفع العلم المصري فوق الضفه الشرقيه للقناه .

قبل مرور الساعتين عادت المجموعه من فوق الجبل وكان احمد في انتظارها ، فأخبروه ان الافق مشتعل تجاه الغرب وهناك اضواء انفجارات من بعيد ، ومن ناحيه الشرق علي مسافه 20 كيلو تقريبا شاهدوا عده انفجارات متقطعه ثم اختفت النيران ، غير ذلك فلا اي معالم مميزة يمكن رصدها

انصرف الرجلين، وانفرد بطاهر علي جانب صخرة محدثا اياه

- عايزين نشوف لنا مكان يكون قاعده عمليات في المنطقه دي ، دي منطقه مليانه اهداف ممكن نشتغل عليها

- بس يا فندم احنا معناش ذخيرة كفايه للي بتقوله ، لو كانت معانا ذخيرة كفايه كنت واوافقك الرأي علطول

- بص يا طاهر ، فيه اماكن المخابرات وزعت فيا خلال السنه اللي فاتت كميات ذخيرة وتعيينات كتير في سيناء ، عشان لما نيجي هنا نلاقيها ونستخدمها ، المخازن دي معايا في الخريطه وممكن نستعملها ، فمسأله الذخيرة والتعيينات مش قلقاني

- امال ايه اللي قالقك يا فندم

- موقعنا يا طاهر ، احنا محشورين بين جبل وفرقتين مدرعتين ومطار تمادا ، اي حركه لنا معرضه للكشف ، وبصراحه الموقع هنا قالقني جدا ، عايزك تشوف لنا موقع تاني نقدر نعسكر فيه

- حاضر يا فندم متقلقش خالص

بعد دقائق وصل الشاويش الجرجاوي ومعه الجندي قادمين من رحله استطلاع قصيرة ، وعلي الفور توجهها الي حيث يجلس احمد وطاهر ، وعلي الفور بدأ في سرد نتائج الاستطلاع

- المسافه للطريق حوالي 12 كيلو يا فندم ، الطريق أمن بس مفتوح من الجانبين ، وهيكون صعب نصب كمين هناك لان مفيش مواقع حمايه ، الحركه هادئه جدا علي الطريق ان لم تكن معدومه ، علي الناحيه من الطريق بـ كيلو متر فيه معسكر شئون اداريه تقريبا ، به حوالي 4 عربيات جيب ومبني من دور واحد شكله مخزن والحراسه مش قويه عليه ، فيه ثماني عساكر حراسه وبرج فيه عسكري ومعاه رشاش متوسط.

- عفارم عليكم يا رجاله احسن وحوش ، يالا اجهزوا هنتحرك

فتساءل طاهر – قررت ايه يا قومندان ؟

- هنزور المعسكر ده ونمسي عليهم

- تمام يا قومندان

- دلوقت تبعت 5 رجاله في مجموعه استطلاع وقوة متقدمه تأمن لنا الطريق ، بس القوة دي تفضل بعيد عن الطريق الاسفلت وفي امان بعيدا ، واتفق معاهم علي كلمه سر الليل ، دول هيكونوا سابقينا بنص ساعه تقريبا، هنعمل هجوم صامت علي الموقع

ثم نظر تجاه الجرجاوي طالبا منه عمل رسم علي الرمال لموقع المعسكر ، وبينما الجرجاوي يرسم علي الرمال مستعينا بضوء مصباح صغير، بدأ احمد في طرح اسئله عليه والجرجاوي يرد بأجابات الاسئله

وبعد ربع ساعه من عوده الجرجاوي ، انطلق خمسه افراد مسلحين بكامل عتادهم لتأمين مقدمه القوة الاساسيه .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smartman868.ahlamontada.net
 
عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الثانى
» عن المجهود التى قامت به قوات الصاعقة أكتوبر 1973أسود فى قلب العدو الجزأ الثالث
» ااكبر واخطر المواضيع التى ظهرت
» جميع البومات الفنان عمرو دياب من الاول الى اخر ما غنى
» من اكبر مكتبات القرآن الكريم التى ظهرت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب كووووووووووول :: الفئة الأولى :: منتدى السياسة-
انتقل الى: